الطفلة "نور" بغزة.. مرض "الفراشة" ينال من جسدها الهزيل والجائع

22:2923/05/2025, Cuma
الأناضول
الطفلة "نور" بغزة.. مرض "الفراشة" ينال من جسدها الهزيل والجائع
الطفلة "نور" بغزة.. مرض "الفراشة" ينال من جسدها الهزيل والجائع

حرمت حرب الإبادة الطفلة نور الهدى حجاج (6 أعوام) التي تعاني من مرض "انحلال البشرة الفقاعي" وسوء التغذية من الحصول على الأدوية وإجراء عمليات جراحية وحرمانها من الأغذية الصحية

بجسد هزيل لا يتجاوز وزنه 8 كلغ، تواجه الطفلة نور الهدى حجاج (6 أعوام) من قطاع غزة مرضا جلديا نادرا وسوء تغذية حاد وسط نقص في الأدوية المنقذة لحياتها والمكملات الغذائية التي تعوض غياب الطعام الصحي الغني بالمغذيات والفيتامينات.

وتحاول والدتها التخفيف من أوجاعها بدهن البثور الحمراء والجروح التي غطت معظم جسدها النحيل بمراهم ومحاليل تخفف من وطأة الألم الذي ضاعفته حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للشهر العشرين وتداعياتها إذ حرمتها من السفر للعلاج منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأصيبت الطفلة بهذا المرض الوراثي والذي يسمى "انحلال البشرة الفقاعي" (مرض الفراشة)، منذ ولادتها فيما يتفاقم وضعها الصحي جراء عدم تمكنها من إجراء عمليات جراحية عاجلة خارج قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر وجراء عدم توفر الأدوية والمستلزمات الصحية اللازمة لها.

ويُسبب هذا المرض تكوّن طبقة رقيقة ولامعة من الأنسجة على الأطراف وسائر أنحاء الجسد، حيث غطت هذه الطبقة قدمي الطفلة مُغلّفة أصابعها بالكامل، بما يشبه "أجنحة الفراشات"، فيما بدأت هذه الطبقة بالتكون على أطرافها العلوية، وفق ما أكدته والدتها في حديثها للأناضول.

وحاليا، تفقد الطفلة نور، القدرة على تحريك أصابع قدميها فيما تنمو الأصابع تحت هذه الطبقة ما يتسبب بانحنائهم إلى الأسفل، ما يُعرض العظام لاحقا للتشوه والضرر.

ونور، واحدة من أكثر من مليون طفل يعيشون في قطاع غزة ويدفعون الفاتورة الأعلى لهذه الإبادة الجماعية، التي لم تستثنهم من القتل المتعمد وفق ما أكده مؤخرا زعيم حزب "زيهوت" اليميني المتطرف موشيه فيغلين، في حديث للقناة "14" العبرية اليمينية.

وقال فيغلين، وهو عضو كنيست سابق عن حزب "الليكود" الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "كل طفل، كل طفل رضيع في غزة هو عدو"، فيما دعا للتخلص من الأطفال والرضع.

**جوع ومرض

والدة الطفلة، تقول للأناضول، بصوت حزين وقد نال منها الجوع هي الأخرى، بعد أن باتت تعاني من سوء تغذية إثر تقليص وجباتهم اليومية إلى الحد الأدنى منذ إغلاق إسرائيل للمعابر في 2 مارس/ آذار الماضي، إن "نور" ذات الستة أعوام ونصف لم تعد تزن سوى 8 كيلوغرامات فقط.

وأضافت أن هذا المرض تسبب بجروح في سائر أنحاء جسدها وصلت إلى الفم ما تسبب بالتهابات أيضا.

وأكدت الأم، عدم توفر أي أدوية أو علاجات للطفلة "نور"، خاصة وأنهم يتحملون مسؤولية شرائها في ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية إذ يعتمدون في معيشتهم على المساعدات الإغاثية وما تقدمه تكايا توزيع الطعام المجاني.

وبدلا من تناول الطفلة للطعام الصحي والفاكهة والمكملات الغذائية التي تدعم جسدها النحيل في محنتها هذه، إلا أنها تناولت كما باقي أفراد عائلتها "الخبز الناشف" بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية، ما تسبب بنزيف دموي حاد جراء خدش هذا الخبز للجروح في فمها.

ومنذ 2 مارس الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

وتابعت الوالدة المكلومة قائلة إن فم طفلتها أصيب بالتهابات أيضا، إذ تعجز الطفلة عن تحريكه فيما تحتاج لأطعمة "طرية وناعمة" بما يتناسب مع وضعها الصحي.

**التخوف من مضاعفات

وتعرب السيدة الفلسطينية عن تخوفاتها من إصابة طفلتها بالتصاقات في المريء وأجزاء أخرى داخل جسدها، ما يضعها أمام ظروف صحية صعبة جدا.

وتابعت إن طفلتها تتناول القطن الطبي لمنع أي التصاقات في المريء، لكن الوضع الاقتصادي يحول أيضا دون توفير هذه المستلزمات بشكل يومي.

وأشارت الأم إلى أن أطراف ابنتها العلوية، خاصة من منطقة تكون الأصابع بدأت بالالتصاق متخوفة من أن تتحول يداها كما قدميها، مغلفتان بطبقة من الجلد.

وأكدت عدم تلقي طفلتها لأي رعاية صحية بسبب انهيار النظام الصحي في قطاع غزة بسبب حرب الإبادة، وانعدام القدرة الاقتصادية على توفير المستلزمات الطبية، وتفشي المجاعة التي فاقمت من وضعها الصحي.

وفي حديثها عن معاناة الطفلة، قالت والدتها إنها تعجز عن المشي بسبب هذا المرض الجلدي، فتحاول الزحف وهي جالسة الأمر الذي سبب لها خدوشا وأوجاعا في الأرداف ما يحرمها في أوقات كثيرة من الجلوس أو الحركة، فتقضي معظم أوقاتها هزيلة متوجعة نائمة على فرشة أرضية.

**سوء التغذية

تفاقم سوء التغذية من التدهور الصحي للطفلة، حيث قالت والدتها إنها نجحت بتوفير المكملات الغذائية لها خلال الفترة السابقة حيث شهدت صحتها تحسنا لكن سرعان ما تراجعت بعد نفاد المتوفر منها.

وتابعت: "المكملات الغذائية غالية الثمن، ولا أستطيع شراءه على حسابي الخاص".

وأشارت إلى أن المرض الوراثي بالإضافة لسوء التغذية تسببا بمرض في عيني "نور" الاثنتين، إلا أن خضوعها لعملية في ظل وضعها الصحي المتدهور قد يُسبب لها فقدانا كاملا للبصر، وفق ما أكده أطباء لوالدتها.

كما أكدت على أن الطفلة بحاجة إلى عمليات جراحية لفك التصاقات أصابع القدمين واليدين، وإلا فإن استمرارهما لفترة أطول قد يضعا الطفلة في وضع صحي صعب على المدى البعيد، وفق قولها.

وفي 4 مايو/ أيار الجاري، قالت متحدثة منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس للأناضول، إن الوضع الصحي في قطاع غزة كارثي وقريب من الهاوية، جراء منع إسرائيل دخول أي مساعدات أو مستلزمات طبية منذ 2 مارس الماضي.

وأضافت هاريس، أن الأطباء والممرضين يعانون من نقص جميع المستلزمات الضرورية لمساعدة الجرحى، إذ يفتقرون لأكياس الدم، ووحدات الحقن الوريدي، وأعواد القطن لتنظيف الجروح، والمضادات الحيوية لحماية الناس من العدوى.

إلى جانب الحصار المشدد، يواجه القطاع الصحي بغزة والمستشفيات والمراكز الصحية العاملة استهدافا إسرائيليا متعمدا ما يخرج بعضها عن الخدمة ويحول دون تقديم الخدمات لآلاف المرضى.

ويبلغ عدد المستشفيات العاملة في غزة 19 مستشفى تعمل جزئيا، بينها 8 حكومية و11 خاصة، من أصل 38 مستشفى، وفق وزارة الصحة بغزة.

كما تعمل في القطاع 9 مستشفيات ميدانية تقدم خدمات طارئة في ظل الإبادة الإسرائيلية على القطاع.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.

#الإبادة الجماعية
#جوع
#سوء تغذية
#ضحايا
#طفلة
#غزة
#مرض وراثي نادر
OSZAR »