
في استغلال لحاجة الفلسطينيين في الشمال إلى الطعام لتهجيرهم ومنع عودتهم، وفق المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة تهدف لتحويل شمال القطاع إلى منطقة "خالية تماما من السكان"، حيث تستغل حاجة الفلسطينيين هناك إلى الطعام من أجل تهجيرهم ومنع عودتهم.
وأوضح المراسل العسكري في الإذاعة دورون كادوش تفاصيل هذه الآلية، في تقرير بعنوان "الخطة الإسرائيلية لتفريغ شمال قطاع غزة: كيف ستعمل آلية توزيع المساعدات الإنسانية الجديدة على تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة خالية من السكان تماما؟".
وقال إن الجيش الإسرائيلي يقوم بإنشاء 4 مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية عبر "شركات أمريكية"، في مناطق رفح جنوب القطاع، ومحور "موراج" الفاصل بين رفح وخان يونس، ومحور "نتساريم" الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.
وأوضح المراسل العسكري أن مركز توزيع المساعدات الذي يعكف الجيش الإسرائيلي على إنشائه في محور "نتساريم" يقع في شارع صلاح الدين شرق غزة.
وادعى أن إنشاء المركز في "نتساريم" من شأنه أن يسمح للفلسطينيين بـ"غزة والشمال ووسط القطاع بالوصول إلى مراكز توزيع المساعدات بشكل أكثر ملاءمة، دون اضطرارهم للذهاب إلى رفح".
وذكر أن إنشاء مركز توزيع للمساعدات في "نتساريم" يأتي ضمن خطة إسرائيلية تسعى لاستغلال حاجة الفلسطينيين في شمال القطاع إلى الغذاء من أجل تهجيرهم ومنع عودتهم إلى مناطق سكنهم ونزوحهم.
وقال عن هذه الخطة: "الفكرة من وراء إنشاء المركز جنوب ممر نتساريم تنص على أن أي شخص يأتي من شمال قطاع غزة إلى المركز الفاصل لن يتمكن من العودة شمال ممر نتساريم، بل سيضطر إلى البقاء جنوب الممر".
وتابع: "سيكون هذا بمثابة تذكرة في اتجاه واحد"، ومن شأنه أن "يرغم سكان غزة على النزول إلى جنوب محور نتساريم إذا كانوا يريدون الحصول على الغذاء".
وبيّن أن إسرائيل بهذه الطريقة تعتزم "تسريع إجلاء سكان غزة من شمال القطاع إلى جنوبه"، حيث تعتقد أن هذه الخطة ستساهم في إفراغ شمال غزة "بشكل كامل".
لكن المراسل لفت إلى أن الجيش الإسرائيلي وفي "ذروة مناوراته بمدينة غزة ومناطق أخرى في شمال القطاع، لم ينجح مطلقاً في إخلاء المنطقة الشمالية بالكامل".
وقال: "رغم عشرات الإخطارات بالإخلاء، بقيت في شمال قطاع غزة مجموعة صلبة تتألف من 200 إلى 300 ألف فلسطيني رفضوا الخروج جنوب محور نتساريم".
وأضاف كادوش مدعيا: "هذه المرة، تعتقد إسرائيل أن هذه الخطة لن تترك لسكان غزة أي خيار آخر، وستجبرهم على إخلاء الجنوب".
وكانت مؤسسة "إغاثة غزة الإنسانية"، المدعومة من أمريكيا وإسرائيليا، أعلنت أنها ستقيم 4 مراكز لتوزيع المساعدات في القطاع تتركز في الجنوب في الأيام القادمة.
وستكون المراكز تحت حماية الجيش الإسرائيلي دون تدخل في عملية توزيع المساعدات.
والاثنين، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن شركة تابعة "لصندوق إنساني" أسسه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ستتولى الأسبوع المقبل توزيع مساعدات للفلسطينيين بغزة عبر موظفين مسلحين ومدربين على القتال في ظل حصار إسرائيلي خانق.
وادعت الصحيفة أن إدخال المساعدات سيتم حتى 24 مايو/ أيار الجاري عبر "الطريقة القديمة"، أي من خلال شاحنات تمر عبر معبر كرم أبو سالم (جنوب)، توزع محتوياتها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، ثم يبدأ العمل بـ"الطريقة الجديدة".
وتثير الشركة الجدل، إذ تعتزم هي، وليس مؤسسات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، توزيع المساعدات بمناطق محددة يحميها الجيش الإسرائيلي.
وتعد هذه الخطوة أول محاولة لتفعيل جهة توزيع جديدة للمساعدات بعد أشهر من الجمود، ضمن حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على نحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة.
في المقابل، تطالب المنظمات الأممية والدولية باستئناف المساعدات واستمرارها عبر القنوات القائمة، وهي وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات إغاثية دولية.
وفي 23 أبريل/ نيسان الماضي، أعرب متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، عن رفض المنظمة الدولية للخطة الإسرائيلية بشأن توزيع المساعدات في غزة.
وشدد دوجاريك على أن عمليات المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة لا يمكن أن تتم إلا وفقا لمبادئ الإنسانية والحياد والاستقلالية.
وحذرت الأمم المتحدة من استخدام إسرائيل المساعدات في غزة "طُعمًا" لإجبار الفلسطينيين على النزوح من مناطقهم، خاصة من شمال القطاع إلى جنوبه.
كما حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في 7 مايو الجاري، من مخططات إسرائيلية لإنشاء مخيمات عزل قسري للفلسطينيين على غرار "الغيتوهات النازية"، عبر آلية توزيع المساعدات التي تروج لها تل أبيب.
والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع إبادته الجماعية في قطاع غزة، وبدء شن ضربات واسعة ضمن ما سماها حملة "عربات جدعون".